الصفحات

السبت، 31 مارس 2012

بيان بشأن موقف الإخوان المسلمين من الانتخابات الرئاسية

إخوان أون لاين - 21/08/2005


تمر مصر الآن بمرحلة دقيقة وأحداث جسيمة تجري على ساحتها، تلفت الانتباه وتثير الاهتمام، وتدعو كل مصري أمين حريص على مصلحة الأمة أن يتفاعل معها، وأن يقوم بواجبه تجاهها، وتأتي الانتخابات الرئاسية في هذا الإطار بعد التعديل الدستوري الذي شمل المادة (76)، والتي أصبح نصُّها الجديد لا يعبر عن رغبة المواطنين الحقيقية في الإصلاح والتغيير، فضلاً عن الاستفتاء الذي جرى عليه وتضمن تزويرًا واضحًا، حسبما ذكر تقرير اللجنة القضائية المشكَّلة من قِبَل نادي القضاة، وفي هذا الصدد نؤكد على ضرورة دعم السادة القضاة في مطالبتهم باستقلال السلطة القضائية وتمكينهم من الإشراف الكامل والحقيقي على العملية الانتخابية برمتها.

ولقد أعقب إقرار المادة (76) إصدار العديد من القوانين المنظمة للحياة السياسية، مثل قانون الانتخابات الرئاسية، وقانون مجلس الشعب والشورى، وقانون مباشرة الحقوق السياسية، وقانون الأحزاب.. وقد جاءت جميعًا مخيبةً لآمال الشعب وطموحاته، ولا تعبر عن إرادة حقيقية لدى النظام في أن يبدأ خطواتِ الإصلاح الحقيقي الذي طال انتظارُ الشعب المصري له، وكأنها أضيفت إلى ترسانة القوانين المقيدة للحريات، وعلى رأسها قانون الطوارئ الذي عطَّل مسيرة الإصلاح والتنمية عبر عشرات السنين.

ويعلن الإخوان المسلمون عن إصرارهم في المطالبة بإنهاء حالة الطوارئ، وإطلاق الحريات العامة، وإلغاء المحاكم والقوانين الاستثنائية، ومحاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، والإفراج عن كافة السجناء والمعتقلين السياسيين.

ولقد عبر الإخوان المسلمون بكل الوسائل السلمية منذ أن أعلن في 26/2/2005م عن تعديل المادة (76) وحتى الآن عن مطالب الإصلاح التي أعلنوها في مؤتمراتٍ صحفية وأجمعت عليها القوى السياسية والوطنية وعبرت عنها بوسائل سلمية وشرعية مختلفة، إلا أن النظام لم يستجب لشيءٍ منها.

ولما كنا أصحاب مشروع إسلامي يدعو إلى تكوين أمة وتربية الشعوب وتحقيق آمالها، وهذا يتطلب نفوسًا عظيمةً تتمثل في إرادة قوية ووفاء ثابت وتضحية عزيزة ومعرفة بالمبدأ وإيمان به، كما يتطلب عملاً دؤوبًا ومعايشةً لجميع أفراد المجتمع ومؤسساته لتحقيق مصالحه ودرء المفاسد التي تتهدده.. وبعد أن أعلن المرشحون للرئاسة برامجهم وتابعها الإخوان المسلمون خلال الأيام الماضية..

فإننا نرى أن الشعب يجب أن يتحمل مسئوليته كاملةً، وأن يمارس حقه الدستوري والمشروع في إبداء رأيه والإعلان عنه بكل السبل والوسائل القانونية والسلمية، وأن يدقق في الاختيار، وأن يعلم أن الشهادة مسئوليةٌ أمام الله، فلنقدرها جميعًا ونؤديها بحقها ولا نعطيها إلا لمن يستحقها.

إن الذين يريدون الحكم ويسعَون إليه عليهم أن يدركوا عظم هذه المسئولية، وأن الله سيحاسبهم على ما يفعلون بها، ولن يفلت أحد من هذا الحساب؛ فهي أمانة ويوم القيامة خزيٌ وندامة.

وعلى الإخوان جميعًا أن يعلموا أننا لا يمكن أن نؤيد ظالمًا أو نتعاون مع فاسد أو مستبد، وأن مسئوليتنا عظيمة، وأن واجبَنا يستلزم منا أن نستمر بالسير في دعوتنا دون ملل ولا كلل؛ استجابةً لقول الحق تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وصَابِرُوا ورَابِطُوا واتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران: 200) لتحقيق الأهداف والغايات التي حددها كتاب ربنا وسنة نبينا لأمتنا.. ﴿وأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ولا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ واحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إلَيْكَ﴾ (المائدة: 49)، وهذا هو دستورنا.

إننا قوم عمليون وإيجابيون، ومن فضل الله علينا أن وفقنا للتضحية من أجل دعوتنا، والحق الذي من أجله نعمل بكل غالٍ وثمينٍ؛ ولذلك فإن مشاركتنا في هذه الانتخابات هي مسئولية وأمانة أمام الله وتبعةٌ أمام التاريخ والأجيال، فلنحرص على أن نؤديها بحقها كما يحب ربنا ويرضى.

والله نسأل أن يوليَ أمورَنا خيارَنا، ولا يوليَ أمورَنا شرارَنا، إنه سميع قريب مجيب الدعوات.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل


المرشد العام للإخوان المسلمين- محمد مهدي عاكف
القاهرة في: 16 من رجب 1426هـ 21 من أغسطس 2005م



-------------------------------------------------
هل سيختلف موقف الإخوان الليلة في 31 مارس 2012؟ ساعات قليلة وسنعرف الإجابة..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق