الصفحات

الأحد، 2 أكتوبر 2011

مجلس التعاون الثوري RCC



تقارير صحفية وانتشرت أن هناك اتصالات من دول خليجية تسعى لضم مصر إلى مجلس التعاون الخليجي.. الأمر الذي قوبل بتهكم على المستوى الشعبي حيث انتشرت النكات تسخر من خبر "تحول مصر لدولة خليجية"، أما على الجانب الرسمي فكان نفياً قاطعاً من وزير الخارجية المصري أن تكون حدثت اتصالات من هذا النوع.

وهنا قفزت الفكرة؟ لما لا تنضم مصر بالفعل إلى المجلس؟
مهلاً.. أي مجلس؟
مجلس التعاون الخليجي والذي يعيش أعضاؤه "رعباً "من أمواج التغيير الثورية التي تهدر في مرحلة تاريخية ستعيد قطعاً تشكيل المنطقة؟

هل انخدع البعض بما قدمته كبرى الدول الخليجية من مساعدات مادية لمصر بعد الثورة وهي الدولة نفسها التي عرضت دفع معونات بديلة عن المعونات الأمركية كي لا تضغط أمريكا على مبارك أثناء وجوده في الحكم؟



هل الدولة – عفواً – المملكة الخليجية الكبيرة لا تحمل مشاعر بغض لما يحدث بالمنطقة من هبات شعبية، مما دعاها لبسط الحماية على رئيس فاسد هو وعائلته وأقصد الرئيس التونسي في موقف سيسجل كنقطة سوداء كبيرة في تاريخها؟

هل يمر – بسلام - موقف إحدى الدول الخليجية الأخرى التي جاء محامون منها يدافعون عن مبارك متحدين مشاعر الملايين من الشعب المصري؟

هل تنضم مصر إلى مجلس التعاون الخليجي الذي سارع بضم دولتين وهما الأردن والمغرب والسبب كما أعلن رسمياً وبمنتهى الوضوح هو "تشابه نظم الحكم" حيث إن هذه الدول جميعها تحكمها أسر وعائلات؟

الرسالة واضحة.. وللجميع..!
ولا يوجد ما يسمى بأن التحالفات ليست موجهة لأحد.. مجلس التعاون الخليجي بات خطراً على مصر وعلى الدول الثورية الناشئة أكثر مما أضحى سابقاً.

وفي تقديري، أن السياسة المصرية تجاه هذا الأمر تتسم بالضعف وفقدان الثقة بمقدرات الدولة المصرية.
والحل؟

"مجلس التعاون الثوري"
تدشنه مصر وتدعو له دولتي تونس وليبيا اللتين تحررتا من حكمين في منتهى الديكتاتورية.

نعم، هو تحالف إستراتيجي.. وأيضاً هو رسالة موجهة لدول المجلس رداً على خطوتها الأخيرة بضم دولتين جديدتين..!

لكن هل ستصمت دول المجلس التعاون الخليجي على هذه الخطوة المضادة؟
بالطبع لا.. ستهدد بطرد العمالة المصرية والتي يبلغ عددها أكثر من 5 مليون مصري ينتشرون في دول الخليج.
ولن تكتفي بهذا بل ستتزيد عليها بالتهديد بسحب استثمارتها الخليجية في مصر.
أجل، هما ورقتا ضغط في منتهى القوة.. ولكن..

مصر أيضاً ليست في منتهى الضعف..!

مصر هي الإمكانات الإعلامية التي تنتظر فقط توجيهاً سياسياً حتى ينهض وحش من عقاله دون مبالغة ودعونا لا ننسى الخطب الثورية لرئيس مصر الراحل جمال عبد الناصر والتي كانت تحدث دوياً سياسياً في عواصم دول المنطقة بأسرها باستخدام الراديو وهو أداة إعلامية لا تقارن بوسائل الإعلام الفضائية والمعلوماتية في عصرنا هذا.

الإعلام سلاح جبار.. وتأثيره مثل الصواريخ العابرة للقارات بل هو يفوقها.

مطلوب شعور بالثقة بالنفس.. شعور بالقوة.. ولا تنس أن الزخم الثوري الآن في صالحك والدعم الغربي وهو عامل مهم سيكون لصالحك أيضاً.

وعلى الدول التي نهضت ثورياً (مصر وليبيا وتونس) أن تدرك أن مسؤوليتها التاريخية والإنسانية تتخطى حدودها فعليها مساعدة حركات تحرر الشعوب من الديكتاتورية من المحيط إلى الخليج.