الصفحات

الاثنين، 5 أبريل 2010

نظافة..!





من أكبر العادات السيئة التي تثير ضيقي و(قرفي) هي أن يدخل أحدهم الحمّام (ولا مؤاخذة) ثم يخرج دون أن يغسل يده بالماء والصابون..!!



والغريب أنه من خلال ملاحظاتي لمرتكبي هذه العادة (المقرفة) وجدت أن لا علاقة لها بالمستوى الثقافي أو المادي لصاحبها. فمدرس الجامعة مثل الميكانيكي مثل المدير.. لا فروق طبقية بينهم على الإطلاق، وكأنهم أعضاء سريون في حزب اشتراكي اتفقوا على أن لكل فرد منهم نصيب في الناتج القومي من (القرف)..!

وكمحاولة فردية للحد من هذه المشكلة هداني تفكيري أن أستغل واحداً ممن يؤثرون في المجتمع فاتجهت إلى إمام المسجد عقب صلاة الجمعة كي أطلب منه أن يكون محور خطبة الجمعة القادمة هو الطهارة والنظافة الشخصية.

أدهشني رد فعل الرجل الذي أخذ ينظر لي في ريبة، ثم تلفت حوله قبل أن يسألني عن هويتي..!

تفهمت موقفه المرتاب فقد تذكرت أن الرجل تم استدعائه سابقاً من قِبَل جهات معينة، لذا حاولت طمأنته بطريقة غير مباشرة أن طلبي هو مجرد مبادرة شخصية وأن المشكلة عامة وأتمنى أن يطرحها على المصلّين ويدعوهم أن ينقلوها لأبنائهم الصغار حتى ينشأ جيل معتاد على النظافة.

بيد أن الرجل بعد أن اطمأن أني لا أتبع أي جهات خاصة، أبدى تبرماً مبطناً كوني أحدد له موضوع الخطبة له وكأنني تجاوزت حدودي كمستمع.

في النهاية وافق الرجل - على مضض - أن يكون موضوع خطبة صلاة الجمعة المقبلة عن نظافة الفرد الشخصية، لكني وللصراحة تشككت أنه سيلتزم بوعده، مما لمحته من تردد سابق.

بعدها بأسبوع توجهت إلى المسجد بغرض أداء صلاة الجمعة وعندما اقتربت من المسجد تناهى إلى مسامعي عبر مكبرات الصوت كلمات الإمام وهو يخطب في الناس متحدثاً عن النظافة التي هي من الإيمان، وهنا أنّبني ضميري أني تشككت في الرجل فقد نفذ وعده بالفعل..!

خلعت نعليّ عند عتبة باب المسجد قبل أن أمد ساقي اليمنى لأدلف عبر الباب وأتخير لي مكاناً لأجلس فيه قبل أن أرفع رأسي منتبهاً إلى كلمات الإمام الذي لاحظت أنه كان مراقباً لدخولي إلى المسجد.!

انتابني شيء من السعادة كوني ساهمت بطريقة ما في تغيير الواقع من حولي ليصبح أكثر نظافة، إلا أن هذا الشعور سرعان ما تبخر عندما ألقى الإمام نظرة خاطفة عليّ قبل أن يتحول بالخطبة من الحديث عن الطهارة والنظافة الشخصية إلى كراهة الذهاب إلى صلاة الجمعة متأخراً وبعد صعود الإمام إلى المنبر..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق