الصفحات

الثلاثاء، 5 مارس 2013

هل يعتذر الرئيس مرسي عن إهانة الرئيس أوباما وتحريضه على كراهية اليهود؟




تابعنا في الأسابيع الماضية الأزمة الدبلوماسية التي دارت بين البيت الأبيض والرئاسة المصرية حيث اعتبر الجانب الأمريكي أن التقارير الإعلامية التي كشفت تصريحات قديمة للرئيس محمد مرسي عن اليهود "مهينة ومعادية للسامية".

وكانت المواقع الإخبارية نشرت حينها مقطع فيديو للرئيس مرسي وكان حينها يشغل منصب المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان، يصف فيه الإسرائيليين "بالصهاينة مصاصي الدماء وأحفاد القردة والخنازير" مؤكداً إنه لا اعتراف بوجود دولة إسرائيل أو قرار تقسيم الأمم المتحدة ويجب دعم المقاومة لطرد الصهاينة من أرض فلسطين حسب قول الدكتور مرسي.

وهنا اضطر الجانب المصري للرد خاصة أن وفداً من الكونجرس الأمريكي برئاسة النائب جون ماكين في زيارته للقاهرة طلب توضيحاً لهذه التصريحات المنسوبة للرئيس مرسي.. فخرج بيان الرئاسة المصرية لينفي أن الرئيس مرسي كان يقصد "اليهود" كديانة وأن التصريحات "اقتطعت من سياقها" الذي كان يدور حول العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة عام 2010 حسب بيان الرئاسة والذي تلاه الدكتور ياسر علي.

وبعدها بأيام وأثناء زيارته لألمانيا كرر الرئيس مرسي الرد نفسه حيث أكد إن تصريحاته "اقتطعت من سياقها.. وأنه ليس ضد الديانة اليهودية".

وبالأمس عاد المتحدث الإعلامي الجديد لجماعة الإخوان المسلمين المهندس جهاد الحداد ليكرر الرد السابق أن تصريحات الرئيس مرسي محل الجدل لم تكن موجهة ضد "اليهود" بل كانت ضد "الصهاينة" حسب قول المتحدث الإعلامي وذلك خلال استضافته في برنامج (آخر كلام) الذي يقدمه الإعلامي يسري فودة.

والواقع أن ردود كل من المتحدث باسم الرئاسة والمتحدث باسم الإخوان والرئيس مرسي نفسه كانت بعيدة عن الحقيقة للأسف ووقع ثلاثتهم في خطيئة الكذب والخداع.

فالرئيس مرسي يستخدم لفظة "أحفاد القردة والخنازير" عن عمد وهي من مفرداته التي ذكرها في أحد مقالاته الذي كتبه هو بنفسه وتم نشره على موقع الإخوان الرسمي عام 2009.. فلا مجال للخطأ أو اتهام الإعلام أن تصريحاته اجتزأت من سياقها كما يدعي.

كما أن للدكتور مرسي كلمة مسجلة في أحد المؤتمرات التي نظمتها جماعته عام 2010 كان قد استعرض فيها تاريخ نشأة دولة إسرائيل مهاجماً ما دعاه "دعم القوى الغربية والشرقية والأوربية للصهاينة".. ثم انتقل بالهجوم على الرئيس الأمريكي باراك أوباما متحدثاً عنه بصيغة تستخدم في اللغة العربية لتحقير الشأن حيث قال.. 
"هذا الأوباما يتحدث عن ضمان أمن أمريكا لأمن الصهاينة" (يقصد خطاب أوباما في جامعة القاهرة).. وواصل مرسي مهاجمة الرئيس الأمريكي حين أشار إلى أن "كلماته كانت فارغة من المعنى" متهماً إياه بالكذب كثيراً وأنه لن ينفذ حرفاً واحداً مما قاله في كلامه..

ثم توجه الدكتور مرسي بدعوته إلى الحضور قائلاً..
"يجب أن نرضع أبناءنا وأحفادنا كراهية لهؤلاء الصهاينة واليهود ومن يسير في فلكهم.. يجب أن يرضعوا كراهية.. يجب أن تستمر الكراهية تعبداً وعزة لله عز وجل.. عبادة لله عز وجل أن نكره هؤلاء".

وجدير بالذكر أن تصريحات الدكتور مرسي لم تكن وليدة لحظة انفعالية مثلاً ولكنها هي قناعاته ومسلماته فدعوة الحض على "كراهية اليهود" هنا لم تكن الأولى لدى الدكتور مرسي فقد سبق وأن أعلنها قبلها بعام وتحديداً في أكتوبر 2009 بأحد مؤتمراته، حيث قال..
"أرضعوا أولادكم جميعاً كراهية الصهاينة واليهود .. نكرههم لله عز وجل .. 
نحن نبغض الصهاينة ونكره اليهود لأنهم يقتّلوننا ويريقون دماءنا ويمتصّون هذه الدماء.. هؤلاء يجب أن يظهر بغضنا لهم .. يجب أن تظهر كراهيتنا لهم".

فهل يستطيع الرئيس محمد مرسي أن يقول إنه لم يدع لـ"كراهية اليهود"؟ وإذا استطاع حل هذه المشكلة فماذا عن إهانته التي وجهها   للرئيس الأمريكي باراك أوباما؟

نصيحة يا دكتور مرسي .. حجة أن "الكلام اقتطع من السياق" أصبحت بالية تماماً.. وستثير حتماً السخرية منك (وإنت مش ناقص سخرية) !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق