الصفحات

السبت، 9 مارس 2013

هل تعامل أمريكا محمد مرسي مثلما عاملت سميرة إبراهيم؟

من اليمين: محمد مرسي، جون كيري، سميرة إبراهيم

في تصريح حاسم.. أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن "الناشطة" المصرية سميرة إبراهيم لن تحصل على جائزة "المرأة الشجاعة" التي كان مقرراً منحها إياها بعد اكتشاف تغريدات للفتاة الشابة على موقع تويتر اعتبرتها الخارجية الأمريكية "معادية للسامية.. ولا تنسجم مع القيم الأمريكية"

التغريدات التي اكتشفت في الساعات الأخيرة وتسببت في حجب الجائزة عن سميرة إبراهيم الفتاة التي ارتبط اسمها بقضية "كشوف العذرية" خلال فترة حكم المجلس العسكري لمصر، كانت تتعلق بتأييدها للهجوم على حافلة في بلغاريا كانت تقل سائحين إسرائيليين وكذلك الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي والاحتجاجات ضد العنف ضد السفارات الأمريكية الأخرى في 11 سبتمبر الماضي، حسب ما أوردت صحيفة المصري اليوم.

على أي حال هذه جائزة الأمريكان يعطونها لمن يشاءون أو من يرون أنه متلائم مع "القيم الأمريكية".. ولكن.. ماذا عن الرئيس المصري محمد مرسي الذي سبق له أن ذكر تصريحات اعتبرت أنها معادية للسامية أيضاً؟

الحقيقة أن البيت الأبيض أبدى انزعاجه الشديد من التقارير الإعلامية التي كشفت تصريحات قديمة للرئيس محمد مرسي عن اليهود "مهينة ومعادية للسامية" 

فاضطر الجانب المصري للرد خاصة أن وفداً من الكونجرس الأمريكي برئاسة النائب جون ماكين في زيارته للقاهرة طلب توضيحاً لهذه التصريحات المنسوبة للرئيس مرسي.. فخرج بيان الرئاسة المصرية لينفي أن الرئيس مرسي كان يقصد "اليهود" كديانة ويؤكد أن التصريحات "اقتطعت من سياقها" الذي كان يدور حول العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة عام 2010 حسب البيان الذي تلاه المتحدث باسم الرئاسة د. ياسر علي.

وبعدها بأيام وأثناء زيارته لألمانيا كرر الرئيس مرسي الرد نفسه حيث أكد إن تصريحاته "اقتطعت من سياقها.. وأنه ليس ضد الديانة اليهودية".

ومنذ عدة أيام عاد المتحدث الإعلامي الجديد لجماعة الإخوان المسلمين المهندس جهاد الحداد ليؤكد أن التصريحات السابقة للرئيس مرسي  لم تكن موجهة ضد "اليهود" بل كانت ضد "الصهاينة" حسب قول المتحدث الإعلامي وذلك خلال استضافته في برنامج (آخر كلام) الذي يقدمه الإعلامي يسري فودة.

والواقع أن ردود كل من المتحدث باسم الإخوان والمتحدث باسم الرئاسة والرئيس مرسي نفسه كانت بعيدة عن الحقيقة للأسف ووقع ثلاثتهم في خطيئة الكذب والخداع.

فالرئيس مرسي يستخدم لفظة "أحفاد القردة والخنازير" عن عمد وهي من مفرداته التي ذكرها في أحد مقالاته الذي كتبه هو بنفسه وتم نشره على موقع الإخوان الرسمي عام 2009.. فلا مجال للخطأ أو اتهام الإعلام أن تصريحاته اجتزأت من سياقها كما يدعي.

كما أنه في عام 2009 أيضاً، خرج الدكتور مرسي بتصريحات مماثلة ومسجلة بالفيديو في أحد المؤتمرات التي نظمتها جماعته للدعوة لمقاطعة البضائع الإسرائيلية والدول المساندة لها.. حيث قال..
"علموا أولادكم كيف يكرهون الصهاينة واليهود .. علموهم كيف يكرهونهم أو مَن يسير معهم .. أرضعوا أولادكم كراهية الصهاينة واليهود.. نحن نكرههم لله عز وجل.. 
نحن نبغض الصهاينة.. ونكره اليهود.. لأنهم يقتلوننا ويريقون دماءنا.. ويمتصون هذه الدماء.. "

وفي العام التالي أي في عام 2010 كرر الدكتور مرسي تصريحاته ففي كلمة مسجلة له بأحد المؤتمرات التي نظمتها جماعته، بعد أن استعرض تاريخ نشأة دولة إسرائيل مهاجماً ما دعاه.. "دعم القوى الغربية والشرقية والأوربية للصهاينة" توجه الدكتور مرسي  بحديثه إلى الحضور قائلاً..
"يجب أن نرضع أبناءنا وأحفادنا كراهية لهؤلاء الصهاينة واليهود ومن يسير في فلكهم.. يجب أن يرضعوا كراهية.. يجب أن تستمر الكراهية تعبداً وعزة لله عز وجل.. إنها عبادة لله عز وجل أن نكره هؤلاء".

مما سبق يتضح أن الرئيس مرسي لم يكن صادقاً في تبريره لتصريحاته التي أثارت جدلاً وأزمة.. فمرسي لديه مشكلة مع "اليهود" كديانة حيث رأيناه يدعو الناس لكراهيتهم "من باب التعبد لله" حسب تعبيره.

حتى الآن ليست هناك جوائز مطروحة من الجانب الأمريكي كي يتم تقديمها للرئيس المصري.. لكن بعيداً عن الجوائز.. هل اكتفت الإدارة الأمريكية بتبرير مرسي أنه ليس لديه مشكلة مع اليهود كديانة؟

وإذا كان الدكتور مرسي قال ما قاله من باب المزايدة على مبارك مثلما اعتادت جماعة الإخوان أن تفعل كثيراً في تلك الفترة من عهد الرئيس السابق.. فهل لدى مرسي استعداد بعد أن أصبح رئيساً الآن لمراجعة علنية لمواقفه وأفكاره السابقة؟

وهل تطلب الإدارة الأمريكية توضيحاً جديداً من الرئيس مرسي خاصة أن موعد زيارته الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية لم يتحدد بعد أم أن "القيم الأمريكية" التي حرمت ناشطة مصرية من إحدى الجوائز، يمكنها أن تكون مرنة قليلاً مع الرؤساء؟





روابط لمؤتمر الدكتور مرسي عام 2010:

http://www.youtube.com/watch?v=dWKnqKvxVvQ

http://www.youtube.com/watch?v=s7SkhT7dY_w

http://www.youtube.com/watch?v=U0OcITXgCys

http://www.youtube.com/watch?v=8sFW4b5WcO8

رابط تدوينة: مرسي وأحفاد القردة والخنازير
http://demaghos.blogspot.com/2013/01/blog-post.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق