الصفحات

الجمعة، 30 أكتوبر 2009

نحو انتخابات حقيقية..!

كلما اقتربت أي انتخابات عامة في مصر تتعالى أصوات المنظرين والمحللين السياسيين مبدين انتقاداتهم للممارسات المعيبة التي يقوم بها النظام المصري في العملية الانتخابية.

وعادة ما تدور الأفكار التقليدية التي يطالبون الحكومة الالتزام بها دوماً آملين في رفع مستوى نزاهة الانتخابات حول:

1- الإشراف القضائي على العملية الانتخابية، أو إشراف دولي أو كلاهما معاً.

2- تحييد الشرطة المصرية وضمان عدم تدخلها ضد المرشحين المعارضين.

3- تنقية الجداول والكشوف من الأسماء التي توفي أصحابها أو غيروا محل إقامتهم.

وهذه النقاط هي بالفعل نقاط وجيهة لكنها لا تحقق الأمل المنشود في نزاهة انتخابية، كون النقاط السالف ذكرها قابلة للتلاعب الضمني من قبل حكومة الحزب الحاكم.

إذن ما الحل؟

الحل على الرغم من بساطته فهو في منتهى الفاعلية كونه يحقق درجة كبيرة من النزاهة الانتخابية حتى لو أصرّت الحكومة على عدم تنفيذ النقاط السابقة..!

فمهما كانت نية الحكومة أو اتجاهها لتزوير الانتخابات أو التضييق على الناخبين فيمكن التغلب على هذه المحاولات أو على الأقل إضعافها لدرجة كبيرة عن طريق تكثيف وزيادة أعداد المواطنين الراغبين بالانتخاب.

وكيف نقنع الناخبين بالإقبال على اللجان الانتخابية؟

- بكل بساطة، إعلان يوم الانتخابات عطلة رسمية في البلاد.

فهذا هو الحل العملي والواقعي لمشكلة ضعف الإقبال المزمنة للناخبين المصريين في أي انتخابات عامة.

ومما يدعو للاستغراب حقاً أني لم أجداً محللاً سياسياً أو حركة أو حزباً معارضاً يطالب لأي انتخابات تشريعية أو رئاسية أو محلية بوجوب إجرائها في يوم عطلة رسمية.

والمتابع لانتخابات الأندية المصرية يجد أن جميعها تتم في يوم الجمعة وهو يوم عطلة رسمية تتعطل به أغلب المصالح الحكومية والقطاع الخاص أيضاً. وهذا يفسر حجم الإقبال الكبير الذي تشهده الأندية من أعضائها القادمين لانتخاب مجالس إدارتها.

لكن الحكومة المصرية وهي للأسف الطرف الوحيد الواعي لذلك الأمر، تتعمد إجراء أي انتخابات عامة في منتصف الأسبوع وبهذا تضمن أن غالبية الناخبين المصريين سيتواجدون في نوبة عملهم وحتى عندما تمدد اللجنة الانتخابية وقت الاقتراع في اللجان الانتخابية إلى ثلاث ساعات إضافية بعد مواعيد انصراف الموظفين "الناخبين" من أعمالهم حتى يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم – كما لا تتمنى الحكومة-، فهذه الساعات الثلاث تضيع مسبقاً في وسائل المواصلات حتى يصل معظم الناخبين إلى مقرات لجانهم الانتخابية، هذا إن تبقت في أجسادهم طاقة بعد يوم عمل شاق..!

ولنا في الجمهورية الإيرانية عبرة، فالمتابع لأي انتخابات تتم بها يجد أنها تتم يوم الجمعة وهو يوم عطلة رسمية لديهم وحتى لو أقيمت جولة إعادة تكون في الجمعة التالية، وهذا ما يفسر الفارق الكبير في نسبة إقبال الناخبين الإيرانيين بالمقارنة مع الناخبين المصريين.

فهل تتنبه المعارضة المصرية وتجعل المطالبة بضرورة إجراء أي انتخابات عامة في أحد أيام العطلات الرسمية للبلاد على رأس أولوياتها، مما يزيد من حجم إقبال الناخبين على التصويت ويصعّب إلى حد كبير مهمة الأجهزة الحكومية في التضييق على الناخبين أو تزوير إرادتهم؟

هناك تعليق واحد:

  1. لو عملوا يوم الإنتخابات نفسه أجازة رسمية و عيد قومي كمان الناس مش هيروحوا ( و مش بحبط ) بس اللي مبيروحوش أسبابهم :
    - ما كده كده هتتزور
    - أروح عشان أتضرب ؟؟
    - واللي بيموتوا كل مرة دول ؟
    - مفيش مرشح يستاهل أديله صوتي
    - الحكومة أساساً مش شرعية ، فبالتالي الإنتخابات حتى لو نزيهة فهي من الأصل باطلة ، و أنا محبش أكون طرف فيها ...

    نسبة اللي مبيروحوش علشان عندهم شغل (أو يوم مش أجازة و خلاص ) في إعتقادي لا تتعدى 20% من اللي مبيروحوش ينتخبوا عامةً ..

    و دمتم

    ردحذف