الصفحات

الأحد، 18 أكتوبر 2009

الرئيس المجهول..!

لا ينقطع الحديث في مصر عن تخمين اسم الرئيس المقبل للبلاد في فترة ما بعد (مبارك) لكن من الملاحظ أن وتيرة الحديث قد زادت أكثر في الآونة الأخيرة بل ودخل إلى اللعبة محللون إسرائيليون أيضاً..!

والغريب أن التحليلات الإسرائيلية جاءت مثل قريناتها هي الأخرى ساذجة وسطحية بطريقة تدعو للتأمل إن كانت هذه السطحية مقصودة لغرض خفي.

وحيث إن الجميع يدلون بدلوهم ويذكرون أسماء ويستبعدون أسماء أخرى، فاسمحوا لنا أن نقدم تحليلاً متواضعاً..

(جمال مبارك) والتوريث:

أود أولاً ان أنتهي من معضلة (جمال مبارك) والتوريث التي أصبحت (سبوبة) لكثير من الكتّاب والصحفيين وتعتبر شريان الحياة لكثير من التيارات السياسية والدينية التي تسترزق عليها حالياً.

- هل سيصبح (جمال مبارك) رئيساً لمصر بعد (مبارك)؟

الواقع أن الرئيس (مبارك) نفسه هو أكبر رافض لتولي نجله الرئاسة، وهذه ليست فرضية تخمينية بل هي رصد لأقوال الرجلين المعنيين بالأمر.

فمنذ سنوات وعندما بدأ نجم (جمال مبارك) يتصاعد رويداً رويداً في عالم السياسة، أثيرت الهواجس بشأن التوريث.. فكان رد الرئيس (مبارك) حينها:

"جمال مواطن مصري وبعدين هم في الحزب اللي كانوا عايزينه"

لاحظ اعتراف الرئيس الصريح أن القابضين على مقاليد الحزب هم من يرغبون بتولية (جمال مبارك) بشدة، ولا يحتاج الأمر كثيراً من الذكاء أن مجموعة الحزب ترغب في استقرار "مصالحها" الخاصة.

والرئيس (مبارك) يعلم ذلك بالطبع، والأمر الذي يدعوه للاستسلام (المؤقت) لهذا الأمر هو البديل الأكثر مرارة، أن يطرح اسم نائب له ومن المعلوم في مصر أن تسمية نائب الرئيس هي بمثابة صك موثق له بالخلافة وهنا ستنشأ الصراعات والدسائس بين أجنحة النظام بين مؤيد للنائب ومعارض له.

وهذه النقطة أيضاً اعترف بها الرئيس (مبارك) بوضوح حين كان يحاول تبرير عدم اختيار نائب له منذ توليه الرئاسة إلى الآن.

فحين سُئل الرئيس (مبارك) في أحد البرامج التي تناولت سيرته الذاتية عن فترة الست سنوات التي قضاها نائباً للرئيس الراحل (أنور السادات)، قال (مبارك) بلهجته الريفية:

- "كان في ناس بتزرّ فيا عند (السادات)"

أي أن أشخاصاً لم يسمهم كانوا يحيكون له المؤامرات لدى الرئيس (السادات).

فكان إذعان (مبارك) - أو هكذا بدا - لأجنحة نظامه بضرورة تصعيد نجله للرئاسة.

لكن ما موقف (جمال مبارك) نفسه من الأمر؟

من الملاحظ أن في إحدى المرات التي سُئل فيها (جمال مبارك) عن التوريث رد قائلاً في اقتضاب:

- "أنا ليا مهمة محددة في الحزب"

الرجل ينفي خرافة التوريث بل ويعلنها صريحة وواضحة أنه آتي للقيام بمهمة محددة، بالطبع هو لم يذكر المهمة التي أوكله والده بها ألا وهي الحفاظ على استقرار الحزب الحاكم بتوحيد أجنحته (ولو مؤقتاً) خلف رجل واحد.

من المؤكد أن القارئ الآن يود أن يسأل مستنكراً:

- وما الذي يجعلك متأكداً هكذا من عدم تولي (جمال مبارك) رئاسة مصر؟

وإجابة هذا السؤال نجدها لدى الرئيس (مبارك) أيضاً..!

فلا يجب أن ننسى أن الرئيس (مبارك) والذي شغل منصب رئيس أركان القوات الجوية في فترة حرب الاستنزاف عندما كان يتم التخطيط للقيام بعملية نوعية خلف خطوط العدو كان بطبيعة الحال يختار أفضل العناصر للقيام بالمهمة.

فهل الرئيس (مبارك) لا يمتلك الذكاءً الكافي الذي يجعله يدرك أن نجله يمثل عنصراً لا يمتلك أي مؤهلات تجعله أهلاً لقيادة بلد كبير مثل مصر؟!

ننتقل إلى الاسم التالي..

د.(أحمد زويل):

من أسخف الترشيحات وأكثرها غباءً، فلا أعلم كيف وصل حال الناس إلى حد ترشيح أجنبي يحمل الجنسية الأمريكية لحكم مصر؟!!

الرجل الذي هرب بعد هزيمة 67 إلى أمريكا وقضى فيها أكثر مما قضى في وطنه الأصلي، وحاز ثقة الأمريكان لدرجة أنهم وضعوه في قائمة من ساهموا في تقدم أمريكا، وها هو الآن يشغل منصب المستشار العلمي للرئيس الأمريكي..

وكل هذا، ونجد مَن تدفعه سطحيته إلى مطالبة الرجل أن يتنازل عن كل هذا ليأتي حاكماً لمصر وللمصريين؟!

ومع المرشح التالي..

د.(محمد البرادعي):

الرجل سيرته الذاتية تدعو للاحترام والتقدير بحق ولكن تبقى النقطة المهمة..

ما إنجازات الرجل داخل وطنه مصر الذي يطالب البعض أن يكون رئيساً له؟

الدكتور البرادعي خبرة عظيمة في القانون الدولي وعمل المنظمات الدولية ولكن هل هذا يؤهله لإدارة دولة بحجم مصر؟

هل ستشفع خبرة الدكتور البرادعي الدولية في التعامل مع مشكلات وأزمات مصر الداخلية؟

..

قليلاً من الموضوعية يا سادة..!

المرشح التالي..

السيد (عمرو موسى)..

في الفترة التي قضّاها السيد (عمرو موسى) وزيراً للخارجية والتي تعتبر الفترة الذهبية في حياته حيث كان يحظى بحب وشعبية كبيرين ليس في مصر فقط ولكن أيضاً بين الجاليات المصرية التي تعمل في الخارج، ظهرت الدعاوى التي كانت تطالب بأن أفضل من يشغل منصب نائب الرئيس "الشاغر" منذ 1981 هو (عمرو موسى).

لكن للأسف تم إبعاد الرجل بخدعة أن منصب أمين جامعة الدول العربية سيذهب لدولة أخرى غير مصر، فكان لابد من ترشيح (عمرو موسى) وقد كان وأصبح أميناً لجامعة الدول العربية، ثم ماذا...؟!!

لماذا قبل السيد (عمرو موسى) أن يكون "موظفاً" – كما أسماه حاكم إحدى الدول الخليجية – ؟

وهل صورة الرجل التي كانت محل تقدير وإعجاب من الكثيرين ما زالت كما هي مع الإخفاقات المتتالية والمهينة للمنظمة التي يتمسك برئاستها السيد (عمرو موسى)؟

..

..

أعتقد أن من حق القارئ الآن أن يتسائل، ولماذا لا تطرح علينا أنت مرشحاً؟!

حسناً، لن أطرح اسم مرشح واحد فقط بل اثنين لكن دعونا نتفق على معايير بديهية أولاً ينبغي أن تتوفر في حاكم لدولة مثل مصر:

1- القبول العام، والسمعة الحسنة.

2- الخبرة المسبقة في أحد المناصب القيادية.

3- الانتماء للمؤسسة العسكرية.

ويضاف إلى هذه الشروط تواجد المرشح لرئاسة مصر داخل الوطن بالفعل.. يشعر بمشكلاته ويحسّ باحتياجات شعبه. فالأمر ليس مباراة كرة قدم فيتم استدعاء أحد اللاعبين المحترفين في الخارج لأن المنتخب بحاجة إليه..!

المرشح الأول:

اللواء / عبد السلام المحجوب

- محافظ سابق لمحافظة الإسكندرية مما أكسبه خبرة العمل السياسي، بل والنجاح به.

- سمعة طيبة وقبول من معظم المصريين.

- الانتماء السابق لمؤسسة الجيش وهذا أمر مهم في مصر.

- تاريخ بطولي، فقد كان قائداً لعمليتين للمخابرات المصرية، قدمها التليفزيون المصري في مسلسلين شهيرين.

- يعمل حالياً وزيراً للتنمية المحلية، مما أكسبه خبرة العمل الوزاري والاطلاع على مجريات تسيير الدولة.

العيب الوحيد..

نظراً لأنه من مواليد 1935، فالسن هو العقبة الوحيدة لديه، وإن كان الرئيس (مبارك) الذي يفوقه بسبع سنوات كاملة لا يلقي بالاً لهذه المسألة..!

المرشح الثاني:

الفريق/ أحمد علي فاضل

بالرغم من أن الرجل يشغل منصباً من أخطر المناصب في مصر فهو لا يحظى بأي اهتمام من المحللين السياسيين.

فرئاسة هيئة قناة السويس ليست بالمنصب اليسير حيث إن إدارة وتشغيل مرفق حيوي كهذا يتطلب كفاءة خاصة من الناحية المهنية وأيضاً والأهم استيعاب لسياسة الدولة العامة وعلاقتها المباشرة بالدول الأخرى.

ونعود للمعايير التي افترضناها في أي مرشح مقبل لرئاسة مصر..

- الفريق أحمد فاضل لم تثر حوله أي شبهات تتعلق بالفساد.

- الانتماء السابق للمؤسسة العسكرية.

- خبرة وكفاءة جعلت الرئيس (مبارك) يجدد له أكثر من مرة.

نزيد على هذا عامل القبول..

وعندما أتحدث عن القبول أقصد القبول الخارجي له، ومن يتتبع السيرة الذاتية للرجل يجد أنه نال أوسمة وتكريمات من معظم الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

وهذه الأوسمة والتكريمات لم تأتِ من فراغ بل هي نتاج عدم عرقلة سياسات هذه الدول في المنطقة والحفاظ على قناة السويس ممراً ملاحياً وهذا أمر تضعه الدول الكبرى على أهم أولوياتها تجاه الأمن القومي لها.

وللإيضاح:

- تسهيل وتأمين مرور القطع العسكرية الأجنبية ذهاباً وإياباً من قناة السويس.

- التضييق على الدول "المارقة" – تم الكشف مؤخراً عن سفينة أسلحة خاصة بإيران –

والعامل الأهم هو الإعلان مؤخراً عن السماح لقطع عسكرية إسرائيلية بالمرور في قناة السويس وأيضاً تأمينها وفي هذا إشارة قوية لتوجهات الرجل السياسية وموقفه من معاهدة كامب ديفيد.

لذا في تقديري أن طرح اسم الفريق / أحمد فاضل رئيساً لمصر في فترة ما بعد (مبارك) سيلقى ارتياحاً دولياً قبل أن يسأل المصريون حتى ..

لماذا هو؟!

هناك 3 تعليقات:

  1. اسف لم اجد منطقا ودعما من تحليلك يحبز ويقنعنى برفض هؤلا او اختيار هؤلاء
    كما لم تجيب على التسائلات الشهيرة عن مدى تكتيم الحزب الحاكم على مرشحة للانتخابات المقبلة والرئيس نفسه بالاخص

    ما هو الحيز الذى يقبل ان يتواجد فيه الرئيس المقبل لمصر هى الان بعمق المحيط واتساعه

    ومحاولة تضييق هذه الهوة مهمة ليست باليسيرة

    فائق تحيتى لمدونتك ولفكرك
    وتقبل اختلافى - ومرورى

    ردحذف
  2. الصديق (محمود شلاطة)..

    أشكر لك مرورك..

    ولكني كنت أتمنى أن تذكر الأسماء التي تعترض عليها أو توافق عليها بشيء من التفصيل.

    بالغ تحياتي.. :)

    ردحذف
  3. محافظ الاسكندرية الحالى د المحجوب وان كان من التفوق بمكان فلن يتخطى حاجز التنمية المحلية كوزيرا وهو المتوقع بالاضافة لكونه لا يملك الرغبة فى المنافسة وداعما لذلك ومحبطا له فى نفس الوقت كون وجهه مؤلوفا لدى العامة كحرس قديم فى الوقت الذى لا يرغب الشعب فيه باى حرس قديم


    الفريق احمد فاضل
    كونه رئيس هيئة قناه السويس هو بالفعل رجل ناجح ولكن فى منصبه التنفيذى لكن عبأ رئاسة الجمهورية يحتاج سياسى محنك وان لم يكن عسكريا خاض حربا فعلية فعليه ان يثقل موهبته بالحروب السياسية

    وهو ما ينطبق على البرادعى كونه قد خاض الكثير منها فى موقعه السابق والحالى


    كما اوافقكك الراى بان زويل لا يملك هذه القدرة ليصبح رئيسا فسنخسره عالما وسنخسره رئيسا



    ولكن دعنى اصدققك القول باننى لا اعرف من هو الوجه المقبول لذلك و اتمنى ان اخرج من هذه الحيرة قريبا ويسمى رئيسا لفترة انتقالية يتم تعديل فيها الدستور وتحدد الفترة الرئاسية ويوضع الانتخابات تحت القضاء بالكامل بعدها ارحب باى وجه ولو كان من الحزب الوطنى شريطة نزاهه العملية الانتخابية


    كل تحيتى لسعة صدرك

    واتمنى ان اراك فى مدونتى المتواضعة

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    محمود شلاطة

    www.mahmoud-shalata.blogspot.com

    ردحذف