الصفحات

الجمعة، 5 يونيو 2009

أوباما.. هل هو محتال؟

يوم حافل من المتابعات الإعلامية غير العادية، ولا عجب مع حدث غير عادي مثل تواجد رئيس أقوى دولة في العالم في ضيافة القاهرة كي يلقي خطاباً موجهاً إلى العالم الإسلامي بأسره..

والحقيقة إن الحدث في حد ذاته لم يثر اهتمامي بالقدر نفسه الذي أثارتني به طريقة تفكير كافة المحللين السياسيين الذين غزوا شاشات الفضائيات في يوم الزيارة ..!

فقد أجمع كافة المراقبين والمتابعين أن أداء (أوباما) جاء متوازناً عقلانياً موضوعياً يخاطب كافة الأطراف ولم يستثن أحداً..لكن بإعادة النظر سنكتشف أن هناك خطأ جسيماً ارتكبه (أوباما) في زيارته لـ(القاهرة) سيكون من العسير عليه أن يصلحه في المستقبل القريب..
فقد سبق خطاب (أوباما) في جامعة (القاهرة) زيارة إلى مسجد (السلطان حسن) وزيارة المسجد كانت من ضمن برنامج الزيارة والغرض منها هو التأكيد على احترام الدين الإسلامي بزيارة واحد من أشهر مساجد المسلمين..

إلى هنا يسير الأمر بشكل طبيعي ومفهوم فالغرض الأساسي من زيارة (أوباما) إلى القاهرة هو مخاطبة العالم الإسلامي، ولكن أي عالم إسلامي يقصد؟ أهو العالم الإسلامي السني أم الشيعي؟

هذا هو الخطأ الفادح الذي وقع به (أوباما) مضيعاً فرصة ذهبية للتصديق على إخلاصه في كلماته حقاً، فعندما قرر زيارة أحد المساجد لم يوفق في اختيار المسجد المناسب..

مسجد (السلطان حسن) الذي زاره الرئيس (أوباما) برفقة وزيرة خارجيته (هيلاري كلينتون)، بالإضافة لكونه تحفة معمارية بشهادة خبراء الآثار، فهو تاريخياً ضم بين جدرانه المدارس الفقهية الأربع المختلفة التي يتبعها المسلمون السنة وهي المالكي والشافعي والحنبلي والحنفي.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن، وأين محل الشيعة من الإعراب؟!
والسؤال مردود عليه بسؤال آخر..
وهل يوجد في مصر السنية المذهب مسجد للشيعة كي يزوره (أوباما)؟
والإجابة هي أجل، بل يوجد أكثر من مسجد بالفعل..!
وأشهرهم هو مسجد "الحسين".. ومسجد "السيدة زينب".. ومسجد "السيدة نفيسة" وهذه المساجد التي لها علاقة بآل البيت يجلهم المسلمون الشيعة كثيراً وفي نفس الوقت يحظون باحترام وتعظيم من المسلمين السنة أيضاً..
..
فلو كان (أوباما) اختار أحد هذه المساجد في زيارته، لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد:

الأول: هو نيل احترام المسلمين السنة..

الثاني: هو اكتساب تقدير المسلمين الشيعة..

الثالث: (وهو الأهم ) رسالة مبطنة بغية التأثير على الناخب الإيراني الذي سيتوجه بعد أيام قليلة إلى صندوق الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي تقديري أن دولاً كثيرة وليست (الولايات المتحدة) فقط، يهمها أن يفوز في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة شخص معتدل ذو أفكار مختلفة عن الرئيس المتشدد صاحب التصريحات المثيرة للجدل (أحمدي نجاد)..

وفي تقديري أن هذه الهفوة السياسية ذات الدلالة المهمة تفسيرها هو واحد من اثنين:

1. أن الرئيس (أوباما) ليس بالعبقرية والألمعية السياسية التي تثير إعجاب أغلب سكان الأرض حالياً، فلو كان كذلك بالفعل لما فاتت عليه فرصة ذهبية كهذه.

2. أن حديث الرئيس (أوباما) عن الحوار بين الغرب والعالم الإسلامي ليس مجرد إلا خدعة كبرى، فلو كان صادقاً حقاً لكان قد اهتم بتوجيه خطابه اللفظي والفعلي إلى جميع المسلمين سنة وشيعة.

هناك تعليقان (2):

  1. أخي اسامة قرأت لك القليل من المقالات اليوم,
    حقيقة لازلت لا اعرف اتجاهاتك و ان كنت اظنك محايد,
    السؤال هل ما نريده من اوباما هو ان يكون شخصية حكيمة ترضي كل اهل الارض ام ان يكون شخصية متوازنة يتعامل مع الناس بمعايير العدالة و حقوق الانسان و اولا المسلمين داخل امريكا ثانيا في العراق و افغانستان
    والتي كان او اعداء بوش و اخرهم خلال سنين حكمه هو سنة العراق و كل الافغان (السنة طبعا)
    اعتقد انها اشبه برسالة اعتذار محددة وواضحة بغض النظر عما يعقبها من افعال

    ردحذف
  2. الأخ (flying moon) الكريم..

    لا أستطيع الحكم على نفسي، لكن يمكنك استكمال طريقتك الرائعة والعملية في الحكم عليّ من خلال ما أكتبه بأن تقرأ مزيداً من المقالات.
    ..
    أما بالنسبة لأوباما، فدع الأيام تكشف لنا إن كان مخلصاً وقوياً أم كان مراوغاً وضعيفاً؟!

    ردحذف