الصفحات

الأربعاء، 4 أبريل 2012

أبو إسماعيل.. في دائرة الاغتيال..!

كما يحدث بالأفلام السينمائية..
تصاعدت بشكل درامي أزمة "الجنسية الأمريكية" لوالدة الشيخ حازم أبو إسماعيل أحد المرشحين الرسميين لرئاسة مصر.. 
..
"فلاش باك"
داعية مغمور نسبياً في عالم السياسة جرب حظه سابقاً في دخول البرلمان ونجح لكن تم انتزاع المقعد منه لصالح إحدى زوايا نطام مبارك..
يعتزل أبو إسماعيل بعدها السياسة مؤقتاً متفرغاً لمجال الدعوة من خلال مسجده وتقديم أحد البرامج الدينية.. إلى جانب عمله بمهنته الأصلية بالطبع وهي المحاماة..
..
إلى هنا انتهى الثلث الأول من الفيلم (عادة يكون مملاً) .. لتبدأ الأحداث في الإثارة مع انطلاق الانتفاضة المصرية ضد مبارك وهنا لن يجد مخرج فيلم أبي إسماعيل فرصة أفضل من هذه لتحول درامي لبطل فيلمه..!
..
علا نجم أبي إسماعيل السياسي وتزايد عدد أنصاره خصوصاً من الشباب وارتدى الرجل عباءة الزعيم الديني الشعبي مستلهماً كما يبدو قصة الشيخ عمر مكرم الذي أدى دوراً تاريخياً في خلع خورشيد باشا.
..
ينتهي الثلث الثاني من الفيلم بإعلان الشيخ أبي إسماعيل ترشحه للرئاسة المصرية مع بذج إنتاجي ظهر في كمية مهولة من "البوسترات" واللافتات الدعائية التي انتشرت في أكبر "لوكيشن" في تاريخ السينما بحجم دولة مثل مصر.
..
وكما تقتضي "الصنعة" لأي سيناريو لابد من عقدة درامية يواجهها بطل الفيلم.. فتبرز أزمة "الجنسية الأمريكية" لوالدة الشيخ أبو إسماعيل التي من شأنها أن تدمر أحلام بطلنا تماماً فهي لن تقضي على مستقبله السياسي فحسب بل الدعوي والمهني أيضاً.
..
بدأ الأمر بإشاعة انتشرت إعلامياً أن والدة الشيخ أبو إسماعيل حصلت على الجنسية الأمريكية وهذا إن صح يعني استبعاد أبي إسماعيل من السباق الرئاسي حسب شروط الترشح الواردة بالإعلان الدستوري.
..
كان رد فعل الرجل لا مبالياً إلى حد ما فلم ينف الإشاعة أو يفندها بيد أنه صرّح بمقولة غريبة: "الرد يوم الجمعة" قاصداً اليوم الذي حدده للذهاب للجنة العليا للانتخابات لتقديم التوكيلات التي جمعها كي ينتقل اسمه من خانة المرشحين المحتملين إلى الرسميين.
..
الجمعة سميت بـ"جمعة أبي إسماعيل" لما أحدثته من زخم إعلامي غير مسبوق من حجم عدد أنصار أبي إسماعيل الذين قاموا بمسيرات طويلة حافين موكب الشيخ حازم وهو متجه إلى مقر اللجنة العليا لتسليم التوكيلات في مشهد أثار بكل تأكيد حسد المنافسين الآخرين.
..
في اليوم التالي تتزايد الأقاويل عن جنسية والدة أبي إسماعيل "الأمريكية" فيخرج الرجل لينفي الأمر مؤكداً إن موكب الجمعة كان عفوياً ولم يرتب له.. اللافت أنه اعترف لاحقاً أنه أجّل تسليم التوكيلات يوم الجمعة حتى لا يؤثر على المرور بالقاهرة المزدحمة مما يكشف علمه المسبق بأحداث الموكب والذي نفاه سابقاً..!
..
وهنا يدخل في المشهد "ضيف شرف" جديد يلقي قنبلته التي تجعل الأحداث تتطور بشكل حاد..
..
إمام مسجد بمدينة بروكلين في أمريكا يقول إنه مقرب لأسرة أبي إسماعيل ويؤكد إن الشيخ حازم رغم علمه بجنسية والدته الأمريكية فهو يكذب على الناس بخصوص هذا الأمر.
..
تتلاحق أنفاس المشاهدين وهم يتابعون بطلنا (المرتبك) الذي يهرع لنفي ادعاءات ذلك الإمام متهماً إياه بالكذب والانتساب للمذهب "الشيعي" في تحول ملحوظ في رصانة وهدوء شخصية الشيخ أبي إسماعيل.. لم يكتف بهذا فحسب لكنه يلمح أيضاً لاحتمال تزوير بعض الوثائق من قبل السلطات المصرية بغية إيقاعه في مكيدة مدبرة له حسب قوله.
..
هنا يبلغ التوتر مبلغه بعد أن دعا الشيخ أبو إسماعيل أنصاره بـ"التجهز" في إشارة لعدم قبوله بالخروج من اللعبة تحت أي ظرف ومنذراً بمواجهة لا يعلم نهايتها أعظم كاتب سيناريو..!
..
أصبح خصوم المرشح الرئاسي كثيرين الآن.. (لاحظ أننا اقتربنا من نهاية الفيلم)..
..
وحين تتعدد الخصوم على البطل في أي فيلم فهي لحظة مثالية يعرفها جيداً كل كاتب سيناريو..
..
"اغتيال حازم أبي إسماعيل"..!
..
خبر يهز مصر.. ويتداعى تأثيره إلى العالم الخارجي..
..


مَن قتل الشيخ حازم؟
..
هل المجلس العسكري متورط؟
..
أم جهة أمنية أخرى؟
..
مخابرات أمريكية؟
..
انتقام للشيعة؟
..
الكنيسة المصرية؟
..
أهي عملية يقف خلفها الإخوان؟
..
يستطيع مخرج الفيلم أن ينهيه عند هذه النقطة - وهي مثيرة بحق - تاركاً النهاية "مفتوحة" لخيال المشاهد حتى يضمن استمرار تفكيره في أحداث الفيلم.
..
ولكن..
..
أليست نهاية شبيهة بأحد الأفلام الحديثة والتي قام ببطولتها مؤخراً الفنان أحمد السقا،  فما الجديد؟
..
ممم.. حسناً، من الممكن إضافة مشهد صغير..
..
بعد يومين من حالة التوتر الخطيرة التي انزلقت فيها البلاد منذرة بحرب أهلية طاحنة بين المصريين..
..
يتضح أن عملية قتل الشيخ أبي إسماعيل لم يتورط فيها أي من الجهات التي سبق ذكرها..!!
..
فالقاتل الحقيقي قام بتسليم نفسه إلى الشرطة والتي تبث اعترافاته علناً مسببة صدمة رهيبة للشعب المصري من هول المفاجأة..
..
قاتل الشيخ حازم هو أحد تلاميذه؟!
..
"النهاية The End"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق