جلس بجانبي، أو معنى أدق ألقى بجسده على المقعد المجاور لي في عربة المترو
..
وقبل أن يدع لي فرصة للتساؤل، سارع هو قائلاً بأنفاس لاهثة:
..
"يخرب بيت الأهلي على بيت الزمالك! استفادوا إيه بقى غير شتيمة أهالي بعض وقلة الأدب؟"
..
هززت رأسي موافقاً كما يفعل أي مواطن صالح ينصت لشكوى أخيه المواطن في المواصلات العامة، فاسترسل الرجل قائلاً:
..
"أنا واقف على حيلي في الإستاد 7 ساعات عشان خاطر الماتش، والحمد لله خلص تعادل وإلا كانوا قطّعوا في بعض"
..
أحسستُ أنه لم يكن لائقاً أن أستمر في صمتي، فغمغمت في اقتضاب:
"طب الحمد لله إنه خلص تعادل"
..
أطلق زفيراً ملتهباً لا يخلو من ضيق، وهو يقول:
"شعب تافه، ما فيش في دماغهم إلا الكورة.. بدل ما يتظاهروا عشان سلعة تمنها بيزيد!"
..
قال جملته الأخيرة وأتبعها بإغلاق جفنيه معلناً انتهاء المحادثة التي بدأها هو..
..
لم تمض لحظات حتى اقتربت محطتي، فاعتدلت واقفاً لأتهيأ للنزول وأنتبه لأمر لم ألحظه في جاري منذ أن جلس بجانبي..
..
كنزة سوداء يرتدونها فقط في الشتاء..
..
هؤلاء الذين يحملون "رقعة" على ذراعهم مكتوب عليها..
..
"مديرية أمن القاهرة"..!
هما برضة مش من الشعب يا عم أوس؟
ردحذفكله مغلوب على امره بس الميري ما ينفعش يشتكي لأنه عبد المأمور
و العبيد ما ينفعوش يتكلموا او يتحركوا قبل الاحرار, ده في حالة وجود احرار!
لايك و بشدة و عجبني اسلوبك