"تستطيع أن تخدع الناس بعض الوقت ولكنك لا تستطيع خداعهم كل الوقت".. قالها الرئيس الأمريكي الراحل إبراهام لنكلون..
..
(عدم المؤاخذة يا مستر لنكلون.. المجلس العسكري بتاعنا عنده كلام تاني)..
..
فهنا في مصر تستطيع خداع شعب بأكمله والاستمرار في خداعه دون قلق على الإطلاق..!
..
الخدعة بدأت مع نزول قطع من الحرس الجمهوري لحماية المنشآت الحيوية في مصر وظن الناس حينها أن قوات الجيش المصري آتية - خصيصاً - لنجدتهم !
..
الخدعة استمرت مع ثناء عضو من المجلس العسكري على موقف قائده الأعلى السابق، مبارك - ونسي الناس ذلك بل انهمرت دموع البعض لمجرد أن رفع عضو "المجلس" هذا يده بالتحية العسكرية لشهداء الثورة !
..
الخدعة عندما..
..
لا لا.. كفاناً ذكراً لخدع الماضي.. دعونا في الحاضر..
..
(حاضر؟ وهو المجلس عمل خدعة جديدة؟ )
..
الحقيقة أن المجلس العسكري ومع بداية اليوم الأول لمجلس الشعب المصري الجديد قام بخدعة كبيرة.. في تقديري أنها تعكس قدراً كبيراً بالاستخفاف ليس بالشعب المصري فحسب ولكن بنوابه في البرلمان أيضاً.
..
23 يناير 2012.. الجلسة الأولى لمجلس الشعب وفيها قام المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري القائم بإدارة شئون البلاد، بإرسال خطاب إلى مجلس الشعب المصري تلاه د. سعد الكتاتني بصفته رئيس المجلس يعلنه فيها أن المجلس العسكري سلم سلطتي التشريع والرقابة إلى مجلس الشعب المنتخب.
الكتاتني - وبموافقة نواب المجلس - أسرع بالرد على خطاب طنطاوي بالشكر ومعاهدته على ..
( إيه، شكر إيه؟ هو الكتاتني ما قراش الإعلان الدستوري ولا إيه )
مـــــادة 33
يتولى مجلس الشعب فور انتخابه سلطة التشريع ، ويقرر السياسة العامة للدولة ، والخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، والموازنة العامة للدولة ، كما يمارس الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية .
(ها ها ها يا هاااي)
أي أن الأمر لا يحتاج إلى خطاب من المشير يُعد في عرف القانون (نصباً واحتيالاً) على مجلس الشعب المنتخب وبينهم سياسيون مخضرمون وأساتذة قانون..!
اعتقدت أن الأمر سينتبه إليه أحد نواب المجلس لاحقاً (يعني يكون روّح بيتهم وأكل لقمة وقرا الإعلان الدستوري) لكن ما حدث في اليوم التالي كان مفاجأة !
..
24 يناير 2012.. أعلن المشير طنطاوي إلغاء حالة الطوارئ باستثناء البلطجة..!
بغض النظر عن القرار (أبو ديل) الذي يذكرنا بقرارات مبارك عندما ألغى الطوارئ أيضاً باستثناء الإرهاب والمخدرات، إلا أن المفاجأة أن المشير عاد ليشرّع ويلغي قانوناً بجرة قلم هكذا. والمفترض أن قبلها بيوم واحد استلم مجلس الشعب سواء بالإعلان الدستوري أو حتى بقرار المشير، سلطة التشريع..!
(نهايته)
حقاً هو أمر محزن أن يكون النواب "المنتخبون" أي صفوة الشعب الذين تم اختيارهم حتى يكون لهم دور تاريخي في تأسيس دستور مصر ناهيك عن الأمور البرلمانية المعتادة بهذه الطيبة السياسية (مشيها طيبة وخلينا مؤدبين).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق