الصفحات

الجمعة، 3 سبتمبر 2010

لغز زهرة الخشخاش..!

التدني الشديد في مستوى في وسائل الأمن في متحف محمود خليل والذي سرقت منه لوحة زهرة الخشخاش، يجب أن يستحث المتأمل للأمر لطرح سؤال في غاية الأهمية..


لماذا غامر السارق بنزع اللوحة من إطارها معرضاً إياها لخطر التمزق وهو لديه فرصة جيدة للخروج باللوحة بإطارها معاً؟!

خاصة أن تحقيقات النيابة أثبتت غياب 51 من العاملين يوم السرقة من أصل 57، أي أن 6 موظفين فقط كانوا متواجدين يومها..!

ليس هذا فحسب بل تعطل 37 كاميرا مراقبة من أصل 47 أي عشر كاميرات فقط هي التي كانت تعمل يوم الحادث..!

مع هذه الظروف المثالية لسرقة مقتنيات أخرى من المتحف - والغريب أن هذا لم يحدث - تدعونا لوضع احتمال كبير أن السارق قصد الأمر..

وهو أن يترك الإطار فارغاً لغرض ما..!

فهل توجد رسالة ما أراد السارق أن يتركها لنا؟

وإجابة هذا السؤال تقتضي التنقيب قليلاً حول المسؤول الأول عن أمن وسلامة المتحف وهو بطبيعة الحال مديره السيد / محسن شعلان الذي يعد المتهم الأول حالياً في نظر النيابة والمسؤول عن ضياع اللوحة، لذا هو محبوس حالياً رهن التحقيقات.

والسيد محسن شعلان قبل أن يكون مسؤولاً هو فنان بالأساس، له العديد من اللوحات التي قدمها في معارض افتتحها وزير الثقافة نفسه.

وإذا قام القارئ بالدخول على صفحة الفنان محسن شعلان الموجود على موقع وزارة الثقافة، سيجد تعريفاً بالفنان..

والذي يهمنا هنا هذه الجزئية..

اقتباس من السيرة الذاتية للفنان محسن شعلان

هل وضحت الفكرة؟

هو كفنان يولي اهتماماً بالغاً بإطار اللوحة التي يرسمها..!

والحقيقة أن فكرة الاهتمام بالإطار ولفت النظر إليه لم تجد فرصة أكبر من هذه، فمصر كلها بل والعالم قد ألف شكل الإطار الفارغ للوحة زهرة الخشخاش.


 وأخذت ذاكرة المتلقي البصرية – دون وعي منه - تقارن بين اللوحة قبل أن تسرق وهي موجودة في إطارها وبين الإطار الفارغ الذي أصبح أشهر إطار لوحة في مصر حالياً..!

ويقيني أن أغلب فناني مصر يدركون جيداً – وإن لم يصرحوا - مدى الخدمة الجليلة التي قدمها سارق اللوحة إلى حركة الفن التشكيلي.