الصفحات

الثلاثاء، 30 يونيو 2009

على مَن تضحكون: (مبارك) أم شعبه؟



المركز الأول وبنسبة 8 من عشرة كان من نصيب الرئيس المصري (حسني مبارك) في استطلاع لمؤسسة أمريكية تدعى (وورلد ببلك أوبينيون)، والاستطلاع كان يدور حول أكثر الزعماء الذين يحظون بثقة شعوبهم تجاه أدائهم في الشؤون الدولية.

ولأن الخبر تصدر الصفحات الأولى في الجرائد القومية المصرية ووصل الاحتفاء به لدرجة أن جعلته جريدة الجمهورية الحكومية المانشيت الرئيسي لها وبالمداد الأحمر الذي يوحي بأهمية الخبر القصوى..!

"مبارك أكثر زعماء العالم تمتعاً بثقة شعبه"

وبلغت الإثارة مداها حين استكمل الخبر أن الرئيس المصري (حسني مبارك) تفوق على الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) في نسبة التصويت له..!!

ولأن الصحف الحكومية المصرية سجلها سيئ للغاية في مصداقيتها ودرجة احترامها للقارئ، يضاف على ذلك نوعية الخبر نفسه، فكان لابد من التأكد من موقع المؤسسة الأمريكية نفسه.

وكانت المفاجأة بل هي الفضيحة المخزية..!

التقرير الذي نشرته مؤسسة (وورلد ببلك أوبنيون) الأمريكية صنّف الرؤساء إلى صنفين..

أولاً: زعماء عالميون وهم:
- (باراك أوباما): الولايات المتحدة الأمريكية.
- (نيكولاس ساركوزي): فرنسا.
- (جوردون براون): رئيس وزراء برياطانيا.
- (فلاديمير بوتين): رئيس وزراء روسيا.
- (بان كي مون): السكرتير العام للأمم المتحدة.
- (هو جينتاو): الصين.
- (أحمدي نجاد): إيران.
- (آنجيلا ميريكل): المستشارة الألمانية.

ثانياً: زعماء مناطق مختلفة في العالم، ومنها منطقة الشرق الأوسط:
- (الملك عبد الله): السعودية.
- (رجب أردغوان): رئيس الوزراء التركي.
- (نوري المالكي): رئيس الوزراء العراقي.
- (حسني مبارك): مصر.
- (بشار الأسد): سوريا.
- (محمود عباس): الأراضي الفلسطينية.
- (حسن نصر الله): حزب الله.
- (إلهام علييف): أذربيجان.

وقد تحدثت صحيفة الجمهورية عن (مبارك) قائلة:
"كشف الاستطلاع أن أكثر من 8 من كل 10 مصريين لديهم الثقة في الرئيس مبارك تجاه قيامه بما هو صحيح في الشئون العالمية.

أما عن (أوباما) و(براون) فقالت:
أظهرت نتائج الاستطلاع أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يحصل إلا علي ثقة سبعة من كل عشرة أمريكيين وأن رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون لم يحصل إلا علي ثقة أكثر قليلاً من أربعة من كل عشرة بريطانيين.

وبهذا التلاعب في العرض ذهبت الصحيفة العبقرية أن الرئيس (مبارك) تفوق على (أوباما) وعلى قادة آخرين.

والحقيقة أن الأرقام التي ذكرتها الصحيفة المصرية صحيحة ومطابقة لما جاء في تقرير المؤسسة الأمريكية، ولكن..

لم توضح الصحيفة أن هذه النسبة التي حظي بها (مبارك) كانت على أساس أنه زعيم من ضمن زعماء آخرين في منطقة الشرق الأوسط.
أما (أوباما) فقد جاء تصنيفه من ضمن الزعماء العالميين.

والسؤال الآتي الذي يلخّص الأمر ويوضحه..

- أيهما أفضل..

(مبارك) الذي نال 80% من ثقة شعبه كزعيم في المنطقة؟
..
أم (أوباما) الذي نال 70% من ثقة شعبه كزعيم عالمي؟

السؤال السابق كان لابد منه لتوضيح جزء من الفضيحة المخزية، أما القسم الأكبر من الفضيحة فهو أنه بمنتهى البساطة.. هناك مَن تفوق على الرئيس (مبارك) في ثقة شعبه به والتي كانت 80%..
وهؤلاء القادة هم:
- رئيس الوزراء الروسي (بوتين) الذي حصل على 82%
- المستشارة الألمانية (ميريكل) والتي حصلت على 82% أيضاً.
- وأخيراً الرئيس الصيني (هو جينتاو) والذي نال 94% من ثقة شعبه.

إذن الأرقام توضح بجلاء أن الرئيس (مبارك) حل في المركز الرابع وليس الأول كما ادّعت الصحف المصرية..!

أخيراً، لا يتبق لدي إلا أن أتوجه بنداء إلى مؤسسة (وورلد ببلك أوبنيون) أن يكون موضوع استطلاعها القادم عن مدى ثقة الشعوب بمؤسساتها الصحفية.

الجمعة، 19 يونيو 2009

المدير الفني لايطاليا: هزيمتنا أمام مصر في كأس القارات تاريخية

وصف المدير الفني لمنتخب إيطاليا مارشيلو ليبي هزيمة فريقه أمام مصر في بطولة العالم للقارات بأنها تاريخية، وشن هجوما لاذعا على لاعبيه .

وقال ليبي للتليفزيون الإيطالي عقب المباراة "نجوم المنتخب الأزرق قدموا أداء مخالفا تماما لما كان مقررا".

وأضاف أن حارس المرمى المصري تمكن من إحباط أهداف بدت محققة، خاصة فى الشوط الثاني الذي تحسن فيه أداء المنتخب الايطالي .
وفى محاولة لتجنب تقديم اى تقييم شخصي لأداء الفريق المصري ، قال " ليبى" ان تراجع أداؤنا خلال الشوط الأول كان وراء زحف هجوم الفريق المصري".

وأضاف أن تشكيل المنتخب الايطالي هذه الليلة ليس تشكيل بطولة كأس العالم التى نستعد لها باستعدادات أخرى" .

وأكد مجددا ان حارس المرمى المصري كان وراء إضاعة فرص التسجيل لكرات رائعة أطلقها نجوم المنتخب الأزرق .

وقال " كنا ننتظر أداء خشنا من الفريق المصرى وهذا لم يتحقق فقد لعب بهدوء والتزام".

المصدر: وكالة انباء الشرق الاوسط، مصراوى

الثلاثاء، 9 يونيو 2009

المُزز هي الحل!

اللي شاف الانتخابات اللبنانية الأخيرة، أكيد خد باله من كمية البنات اللي كما لهطة القشطة - على رأي عم محمود السعدني - واللي كانت رايحة تنتخب بحماس فشر حفلة من حفلات تامر حسني.

يا أوحي على لبنان يا أوحي..!
أنا ساعات بيتهيألي إن الدول الاستعمارجية القديمة بعد ما خلصوا قسمة البلدان ما بينهم وكل واحد خد نصيبه من التورتة، خلوا لبنان دي في الآخر على أساس إنها الكريزة بتاعة المنطقة..

طب ذمة ودين، عايزك تقعد تتفرج على أي برنامج لبناني حتى لو سيادتك مش فاهم حاجة من اللهجة.. مش مهم..
حتى لو كانت نشرة الأخبار وإنت ما لكش في السياسة..
يا بووووي!

معلهش امسك نفسك شوية، ونرجع لمرجعونا..
إحنا كنا بنقول إيه صحيح؟
آه، الانتخابات!

تقدر تقول لي نسبة الإقبال الكبيرة اللي كانت في الانتخابات اللبنانية كان سببها إيه؟

اوعى تتفلسف وتقول لي عشان في جبهتين، والانتخابات دي مسألة حياة أو موت والكلام اللي بتسمعه في الجزيرة ده..

لا يا بيه، ببساطة ومن غير حلفطة..
السر في المُزز يا معلم..
المُزز اللي تدفقت على اللجان الانتخابية ووراهم تدفق الشباب أفواج ورا أفواج..

وهو ده اللي خلى نسبة الإقبال تبقى عالية بشكل غير طبيعي لدرجة إن اللجان الانتخابية ما كانتش ملاحقة على الأعداد الغفيرة اللي جاية تصوت..!

طيب إحنا هنا في مصر عندنا انتخابات مجلس شعب سنة 2010 وفي كلام إنها ح تكون في 2009، ده لو المجلس اتحل يعني..

والحاجة الوحيدة اللي بتتفق فيها الحكومة مع المعارضة في مصر إن الشعب سلبي ومش بتاع انتخابات..
يعني مثلاً، نسبة الإقبال في انتخابات مجلس الشعب اللي فاتت كانت أقل من 25%!!!

طبعاً حاجة تكسف.. طب يبقى إيه الحل دام عزك؟
..
ما فيش غير المُزز.. المُزز هي الحل يا أستاذ!
واستنى بس قبل ما تعترض..

مش في دول بتجيب مراقبين دوليين من بره وبتدفع تكاليف انتقالاتهم عشان يراقبوا الانتخابات؟ طب والهدف إيه؟
عشان في الآخر العملية الانتخابية تمشي زي الفل والناس تقبل على اللجان..

طيب يا جدعان إحنا لما نستعير كام ألف مُزة من لبنان الشقيق، ونوزعهم على اللجان الانتخابية..

تخيل كده الإقبال ع اللجان الانتخابية ح يبقى عامل إزاي..!
وأهو كله في صالح العملية الانتخابية في الآخر..

طبعاً، ح تقول لي إن الاقتراح ده فاشل عشان بالطريقة دي الشباب بس هما اللي ح يروحوا ينتخبوا..
أقول لك لأ يا معلم..
البنات المصريات كمان ح تلاقيها رايحة تنتخب دُفف دُفف..
أومال إيه!
عشان يشوفوا المُزز اللبناني دي لابسين إيه وعاملين شعرهم إزاي وباقي الحاجات البناتيتي دي..

ده أنا حتى خايف إنه من كتر إقبال الناس، الحكومة المصرية تستغلها فرصة وتخلي التصويت بفلوس..

وتبقى مصر دولة الريادة فعلاً..
عشان ح تكون أول انتخابات في التاريخ اللي الناخب عشان يدلي بصوته لازم الأول يقطع تذكرة..!



المصادفة الكبرى!


خبران نشرا في يوم واحد من بلدين مختلفين تفصل بينهما آلاف الكيلومترات..
..
الخبر الأول جاء من (الولايات المتحدة الأمريكية) وبالتحديد من منظمة (بلاتس) الأمريكية المهتمة بشؤون الطاقة والبترول والغاز
..
والخبر يقول:
"أنباء عن زيادة الصادرات المصرية من الغاز الطبيعي إلى (إسرائيل)"

أما الخبر الثاني فقد جاء (وفي نفس اليوم) من إسرائيل وبالتحديد من وزارة الطاقة الإسرائيلية..
والخبر يقول:
"تخفيض أسعار الكهرباء في أنحاء البلاد ويرجع ذلك إلى تراجع أسعار الوقود وملائمة الأسعار"
لا تذهب بعقلك بعيداً.. فهي مجرد مصادفة..

بالضبط مثل الطفل الصغير الذي سأله معلمه:
- ما معنى كلمة "مصادفة"؟
فأجاب الطفل قائلاً:
- أبي وأمي تزوجا في نفس اليوم، هذه مصادفة!

الاثنين، 8 يونيو 2009

رسائلي إليهم: الجزء الخامس!


وما زلت أواصل هوايتي في إرسال رسائل SMS إليهم..

الرئيس المصري (حسني مبارك): بعد الأداء الرائع لـ(أوباما) في خطابه الأخير في القاهرة، أنتظر على أحر من الجمر رؤية أداء سيادتكم في أي خطاب مقبل.."عايزينك تمسحه بأستيكة يا ريس"

الأستاذ (مجدي الجلاد) رئيس تحرير صحيفة المصري اليوم: أصبح معتاداً أن أقرأ خبراً في جريدتكم اليوم ثم أقرأ تكذيبه في اليوم التالي.."الله يرحمك يا مجدي يا مهنا!".

السيد (مهدي عاكف) زعيم جماعة الإخوان: ألقى الرئيس الأمريكي (أوباما) خطابه في جامعة القاهرة يوم الخميس ولم يعلّق الإخوان رسمياً على الخطاب إلا يوم السبت.."هو مكتب الإرشاد بيقفل خميس وجمعة ولا إيه؟"

المستشار (مرتضى منصور): حتى خصومك لا يستطيعون التشكيك في نزاهتك المالية، وفي تقديري أنك تهدر طاقتك وإمكانياتك في أمور أدني من موقعك الحقيقي."وسيبك بقى من طأطأ وشوشو"

الرئيس الأمريكي (باراك أوباما): زيارة تاريخية لرئيس أمريكي لمصر.."بس الزيارة دي ما تحسبش ولازم تجيب المدام والأولاد معاك المرة الجاية"

الإعلامية (منى الحسيني): أخبرتني قارئة الفنجان أنك ستفوزين قريباً بمنصب هام في مبنى كله (عز وسرور).

السيد (أفيجدور ليبرمان) وزير الخارجية الإسرائيلي: أصوات كثيرة تطالبك بالاعتذار من الرئيس المصري عن إسائتك إليه حتى تعود المياه إلى مجاريها الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل، وأنا أرجوك أن تثبت على موقفك.. "وما تطلعش عيل!".

الأستاذ (طلعت السادات): أرجو أن تكون عرفت أن نقابة المحامين ليست دائرة انتخابية في الأرياف تستطيع خداع عقول (وبطون) أبنائها، لكن بعد أن عرفنا عدد الأصوات التي انتخبتك فاعذرني حين تتعالى ضحكتي.."ها ها ها، يا هاااااي" مع الاعتذار لفاروق فلوكس.

السيدة (هيلاري كلينتون) وزيرة الخارجية الأمريكية: ابتسامتك كانت رائعة عندما ظهرت بالحجاب الإسلامي أثناء زيارتك لمسجد (السلطان حسن) مؤخراً، ولكنك ستندمين كثيراً على هذه الصورة أثناء حملتك الانتخابية القادمة.

إلى حبيبتي دائماً: "شايلك في قلبي وفاكرك يا مصر".

الجمعة، 5 يونيو 2009

أوباما.. هل هو محتال؟

يوم حافل من المتابعات الإعلامية غير العادية، ولا عجب مع حدث غير عادي مثل تواجد رئيس أقوى دولة في العالم في ضيافة القاهرة كي يلقي خطاباً موجهاً إلى العالم الإسلامي بأسره..

والحقيقة إن الحدث في حد ذاته لم يثر اهتمامي بالقدر نفسه الذي أثارتني به طريقة تفكير كافة المحللين السياسيين الذين غزوا شاشات الفضائيات في يوم الزيارة ..!

فقد أجمع كافة المراقبين والمتابعين أن أداء (أوباما) جاء متوازناً عقلانياً موضوعياً يخاطب كافة الأطراف ولم يستثن أحداً..لكن بإعادة النظر سنكتشف أن هناك خطأ جسيماً ارتكبه (أوباما) في زيارته لـ(القاهرة) سيكون من العسير عليه أن يصلحه في المستقبل القريب..
فقد سبق خطاب (أوباما) في جامعة (القاهرة) زيارة إلى مسجد (السلطان حسن) وزيارة المسجد كانت من ضمن برنامج الزيارة والغرض منها هو التأكيد على احترام الدين الإسلامي بزيارة واحد من أشهر مساجد المسلمين..

إلى هنا يسير الأمر بشكل طبيعي ومفهوم فالغرض الأساسي من زيارة (أوباما) إلى القاهرة هو مخاطبة العالم الإسلامي، ولكن أي عالم إسلامي يقصد؟ أهو العالم الإسلامي السني أم الشيعي؟

هذا هو الخطأ الفادح الذي وقع به (أوباما) مضيعاً فرصة ذهبية للتصديق على إخلاصه في كلماته حقاً، فعندما قرر زيارة أحد المساجد لم يوفق في اختيار المسجد المناسب..

مسجد (السلطان حسن) الذي زاره الرئيس (أوباما) برفقة وزيرة خارجيته (هيلاري كلينتون)، بالإضافة لكونه تحفة معمارية بشهادة خبراء الآثار، فهو تاريخياً ضم بين جدرانه المدارس الفقهية الأربع المختلفة التي يتبعها المسلمون السنة وهي المالكي والشافعي والحنبلي والحنفي.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن، وأين محل الشيعة من الإعراب؟!
والسؤال مردود عليه بسؤال آخر..
وهل يوجد في مصر السنية المذهب مسجد للشيعة كي يزوره (أوباما)؟
والإجابة هي أجل، بل يوجد أكثر من مسجد بالفعل..!
وأشهرهم هو مسجد "الحسين".. ومسجد "السيدة زينب".. ومسجد "السيدة نفيسة" وهذه المساجد التي لها علاقة بآل البيت يجلهم المسلمون الشيعة كثيراً وفي نفس الوقت يحظون باحترام وتعظيم من المسلمين السنة أيضاً..
..
فلو كان (أوباما) اختار أحد هذه المساجد في زيارته، لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد:

الأول: هو نيل احترام المسلمين السنة..

الثاني: هو اكتساب تقدير المسلمين الشيعة..

الثالث: (وهو الأهم ) رسالة مبطنة بغية التأثير على الناخب الإيراني الذي سيتوجه بعد أيام قليلة إلى صندوق الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي تقديري أن دولاً كثيرة وليست (الولايات المتحدة) فقط، يهمها أن يفوز في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة شخص معتدل ذو أفكار مختلفة عن الرئيس المتشدد صاحب التصريحات المثيرة للجدل (أحمدي نجاد)..

وفي تقديري أن هذه الهفوة السياسية ذات الدلالة المهمة تفسيرها هو واحد من اثنين:

1. أن الرئيس (أوباما) ليس بالعبقرية والألمعية السياسية التي تثير إعجاب أغلب سكان الأرض حالياً، فلو كان كذلك بالفعل لما فاتت عليه فرصة ذهبية كهذه.

2. أن حديث الرئيس (أوباما) عن الحوار بين الغرب والعالم الإسلامي ليس مجرد إلا خدعة كبرى، فلو كان صادقاً حقاً لكان قد اهتم بتوجيه خطابه اللفظي والفعلي إلى جميع المسلمين سنة وشيعة.

الخميس، 4 يونيو 2009

أمريكا والسعودية وثالثنا الورق!


لا أعلم أهي مصادفة أم ماذا..!
فقد تعودت في أثناء تنقلاتي في وسائل المواصلات المختلفة أن أشغل وقتي بالقراءة، والكتاب الذي أقرأه هذه الأيام هو رواية "وثالثنا الورق" للروائي المبدع (خيري شلبي)..
الرواية هي الجزء الثالث من الثلاثية الشهيرة "ثلاثية الأمالي"..
..
واليوم كان حديث وسائل الإعلام العالمية كلها فقد شهد زيارة الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) إلى المملكة العربية السعودية كأول دولة عربية يزورها (أوباما) بعد تنصيبه رئيساً لـ(الولايات المتحدة الأمريكية)..
جدير بالذكر أن هذه الزيارة لم تكن موجودة في الأساس في جدول زيارات الرئيس الأمريكي، فقد كانت مصر هي أول دولة عربية سيزورها (أوباما)، ولكن في الأيام الأخيرة عُدّل برنامج الرئيس الأمريكي – بشكل أثار التساؤلات - فكانت زيارته للسعودية سابقة لزيارته مصر بيوم واحد حيث يلقي خطابه الموجه إلى العالم الإسلامي من القاهرة.
..
الآن أنا جالس في إحدى عربات مترو الأنفاق، ممسكاً بالرواية التي ذكرتها في بداية حديثي..
فتحت الرواية حيث توقفت في المرة السابقة – مستعيناً بالعلامة الورقية – وبدأت أقرأ..
أنهيت صفحتين ثم بدأت حواسي كلها تندمج تماماً مع ما أقرأه..
..
..
"إن أكبر سلطة في العالم الآن هي سلطة النفط حتى وإن كان مالكوه ضعافاً جهلة متخلفين إنما العبرة فيمن يسيطرون عليه!!

أموال النفط مثل طبيعة النفط تماماً عندما يكشف عن نفسه بالفيض إذ أنه ينتشر في بقع عشوائية تأخذ في الاتساع والتشعب حسب درجة صلابة التربة!!

هكذا أمواله أيضاً تزحف على سطح المجتمعات العربية والنامية على شكل رقع عشوائية حتى تصبح الطبقات العاملة والفقيرة من صغار الموظفين والفلاحين معرضة للثراء الفاحش بغير مناسبة!!

حينئذ تبدأ مقتنيات التكنولوجيا في الانتشار في الأحياء الشعبية وتكثر مظاهر الرفاهية فتبطل كل دعوة للمبادئ السياسية المسماة بالاشتراكية والشيوعية لأن الطبقات المقصودة بالخطاب السياسي لم يعد لديها أذن تصغى ولا وقت تضيعه في عمل سياسي منظم!!

كل البطولات السياسية تصبح وهماً أخرق في ظل سوق نفطية عارمة تبعثر الأموال بغير حساب على كل من ينضم إلى قافلة الزيت أو يحتك بها مجرد الاحتكاك إننا مقبلون على العصر الذي يسميه حسنين هيكل بالعصر السعودي حيث تسعى السعودية بقوتها المادية والدينية إلى أن تكون مركزاً للحكم في العالم الإسلامي وتصبح مصر بجلالة قدرها إيالة سعودية أو إسلامية كما كانت من قبل إيالة عثمانية!"
..
..
توقفت عن القراءة وما زلت أفكر في إجابة عن سؤالي الحائر..

أهي مصادفة؟!